أرقام وإحصائيات قرآنية
الإحصائيات القرآنية والتوازن العددي : هو التوازن المتساوي بين
الكلمات المتوافقة وغير المتوافقة , والتناسق المقصود بين الآيات ,
وبهذا التماثل العددي والتكرار الرقمي الموجود فيه يكون ملفتا
للإنتباه داعياً لتدبر آياته , وهو من أنواع الإعجاز المتعلق بفصاحة
القرآن الكريم وبلاغته , فإنه يحتوي على علاقة عددية منتظمة في
الأوامر والنواهي , وقد تضمن أعدادا وإحصائيات لا يستطيع كشف جماليتها
وأسرارها إلا الماهر الغواص في بحر علوم كتاب الله , ولذلك أمرنا الله
أن نتأمل كتابه فقال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن } ( سورة النساء
الآية : 82 ) .
وهو أحد وجوه الإعجاز القرآني كما قال السكاكي في المفتاح : إن إدراك
إعجاز القرآن ممكن ولكن لايمكن وصفه . ( أنظر الإتقان للسيوطي ج 2 ص
334 ).
وقال ابن سراقة : من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد
الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتصنيف
والمضاعفة . ( أنظر الإتقان للسيوطي ج 2 ص 356 )
فهذه الأرقام العجيبة لا يستطيع أن يحيط بها الإنسان علماً لأنها
تحتاج إلى دراسات وأبحاث علمية واسعة ولأن القرآن الكريم لا تنتهي
عجائبه , تأمل قوله تعالى :{ ما فرطنا في الكتاب من شيء } ( سورة
الأنعام الآية: 38 ) .
فائدة هذا العلم : هي معرفة بعض معاني وإشارات الكتاب العزيز واليقين
والجزم والعلم بالضرورة بأن هذا القرآن العظيم , هو وحي من تنزيل الله
الحكيم , على نبيه الرحيم , وليس من تأليف البشر ولا بقول أفاك أثيم .
وقد ألف في هذا الموضوع كثير من العلماء قديما وحديثا وخاصة بعد ظهور
الحاسوب حيث كان وسيلة سهلة وسريعة ودقيقة في الإحصائيات القرآنية .
وقد بدأ الاهتمام بالإحصائيات القرآنية مبكراً في عهد الحجاج بن يوسف
الثقفي حيث أرسل إلى قُراء البصرة منهم الحسن البصري ومالك بن دينار
وقال لهم : عدوا حروف القرآن الكريم ( أنظر البرهان في علوم القرآن ج
1 ص49 ).
أما الآن سنذكر بعض هذه الإحصائيات كالتالي :